الأسيرة الزق: ما ذنب طفلي الصغير الرضيع كي يكبر بين جدران الحديد
كتبت إخلاص بعلوشة
"مثل القمر منور السجن كلهم بينادوا عليه والجميع يتلقفه من يد إلى يد فهو لعبة السجن ودميتهم الصغيرة الذي بات التسلية الوحيدة لجميع الأسيرات اللاتي يحاولن دائما أن يلهون معه علهن ينسين ولو للحظات عذابات السجون ورطوبة الجدران وصرخات السجان فيخرجن من حالة الهموم إلى السرور شاطر وذكي"بهذه الكلمات وصفت الأسيرة فاطمة الزق من حي الشجاعية بغزة والمعتقلة منذ أكثر من 8 أشهر والقابعة بسجن هشارون برفقة أكثر من 94من الأسيرات الفلسطينيات هي أم لتسعة أبناء، كان آخرهم طفلها يوسف والذي أنجبته بمستشفي مئير بكفار سابا يوم 17/1/2008، ويقبع معها الآن في الأسر، ويعاني رغم صغر سنه من الإهمال الطبي والحياة الأليمة التي يواجهها كل الأسري الفلسطينيين.
أكمل اليوم ثلاثة أشهرلم يؤذن في أذنه ولم يستطيع والده حمله بين يديه ولم تكمل إجراءات شهادة الميلاد له حتى الآن برغم أنه أكمل اليوم ثلاثة شهور من العمر، ولم يسع صوت أخوته البالغ عددهم ثمانية هو تاسعهم ولم يستطيع الأبناء الالتفاف حول أمهم تعبيرا عن فرحتهم بضيفهم الجديد الذي ولد خلف قضبان الحديد ولكنه كتب اسمه في التاريخ ليكون أصغر أسير يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي
ولد بلا ذنب فلم يكن مخربا كما تدعي إسرائيل ولم يعرف بعد معنى الوطن والتضحية من أجله كي يولد مضحياً عن هويته ووطنه فذنبه الوحيد أنه فلسطيني الدم والهوية عشقت أمه تراب الوطن فضحت من أجله وتركت خلفها 8أبناء أكبر هم محمد البالغ من العمر 18عاما وأصغرهم يوسف الذي لف على يده الصغيرة علم فلسطيني وهو لا يعلم من هي فلسطين ليولد أسير.
فمنذ ولادته في 17/1/2008 قرر أن يعيش كما يريد، ويجد لقدميه مساحة أوسع تساعده على حماية ذاكرته من انكماش الجغرافيا وانتشار الزنازين ليس فقط على الأرض بل في الثقافة واللغة
يوسف الزق الفلسطيني المولود في ساعة معلقة في أعماق المحاق يفتش عن حالةٍ يتفق فيها الشكل مع المعنى، وعن أم قادرة على تحويل الضباب إلى الصفاء أو فراشات تسافر في الأمل.
فهموم كثيرة أصبحت تقع على كاهل الطفل الفلسطيني, لتجعله يكبر قبل أوانه, ولتسلبه طفولته وحقه بالعيش كباقي أطفال العالم, وممارسة حياته الطبيعية في اللعب والتعليم.
فالاحتلال الإسرائيلي لم يترك وسيلة إلا واستعملها لقمعهم وإرهابهم وتحويل حياتهم إلى جحيم, فكيف سيكون مستقبل طفل أطلق أولى صرخات الحرية داخل معتقل إسرائيلي؟
فها هو يوسف يقول :"أنا يوسف الزق سقطت عن السرير الذي قيدوا أمي عليه ساعة ولادتي، جئتكم أحمل معي مخاض أحد عشر ألف أسير وأسيرة يرفضون أن يعودوا إلى بيوتهم داخل توابيت يكتب عليها جملة عزاء: استشهدوا من أجل الوطن.
ولابد من الذكر بأن يوسف ليس الطفل الوحيد في سجون الاحتلال بل هناك أسيرة طفلة تبلغ من العمر سنة وسبعة أشهر وهي غادة أبو عمر ابنة الأسيرة خولة زيتاوي المحكومة مدة سنتين.
فخلف قضبان حديدية وأسوار ت***وها الأسلاك الشائكة، تتوق العشرات من الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية للحرية التي هتفت شعوب الأرض وضحت من أجلها، هناك حيث ستائر العتمة تتعدد صور العذابات للمرأة الفلسطينية التي قدمت لقضيتها كما الرجال من تضحيات جسام، تركن بيوتهن وأطفالهن لمستقبل مجهول، حتى وصل الأمر إلى أن يُولد الطفل في غياهب السجون لتهز صرخاته الأولى جنبات المعتقل، علّها تجيبه عن المكان "الموحش" الذي وُضع فيه.[/size]
عذابات قد يخيل أنها روايات
عذابات قد يُخيل للبعض أنها روايات مبالغ فيها، لكن الوقائع والشهادات التي تنقلها الأسيرات المحررات تؤكد ذلك، حيث تمارس إدارة السجون الإسرائيلية سياسة التفتيش العاري بحق الأسيرات ولا تتورع في الإقدام على الاعتداء الجسدي بالضرب المبرح ورش الغاز السام والماء البارد عليهن وحرمانهن من الملابس والأغطية الشتوية، علاوة على اقتحام غرف الأسيرات في ساعات الليل المتأخرة والاعتداء عليهن باستخدام هراوات مزودة بصواعق كهربائية، فضلاً عن استخدام سياسة العزل الإنفرادي كعقاب دائم للأسيرات بحجة مخالفة قوانين الاعتقال داخل السجن... الخ .
صوت الأم الأسيرة المخنوق وعذاباتها المتزايدة بعد الولادة تزيد من مسؤولياتنا جميعاً تجاه اللواتي ضحين بزهرة شبابهن من أجل أوطانهن.. فهل عرف الألم من خلالنا أن الاحتلال يعتقل طفلاً لم يتجاوز الأيام والشهور من عمره؟!!
كتبت إخلاص بعلوشة
"مثل القمر منور السجن كلهم بينادوا عليه والجميع يتلقفه من يد إلى يد فهو لعبة السجن ودميتهم الصغيرة الذي بات التسلية الوحيدة لجميع الأسيرات اللاتي يحاولن دائما أن يلهون معه علهن ينسين ولو للحظات عذابات السجون ورطوبة الجدران وصرخات السجان فيخرجن من حالة الهموم إلى السرور شاطر وذكي"بهذه الكلمات وصفت الأسيرة فاطمة الزق من حي الشجاعية بغزة والمعتقلة منذ أكثر من 8 أشهر والقابعة بسجن هشارون برفقة أكثر من 94من الأسيرات الفلسطينيات هي أم لتسعة أبناء، كان آخرهم طفلها يوسف والذي أنجبته بمستشفي مئير بكفار سابا يوم 17/1/2008، ويقبع معها الآن في الأسر، ويعاني رغم صغر سنه من الإهمال الطبي والحياة الأليمة التي يواجهها كل الأسري الفلسطينيين.
أكمل اليوم ثلاثة أشهرلم يؤذن في أذنه ولم يستطيع والده حمله بين يديه ولم تكمل إجراءات شهادة الميلاد له حتى الآن برغم أنه أكمل اليوم ثلاثة شهور من العمر، ولم يسع صوت أخوته البالغ عددهم ثمانية هو تاسعهم ولم يستطيع الأبناء الالتفاف حول أمهم تعبيرا عن فرحتهم بضيفهم الجديد الذي ولد خلف قضبان الحديد ولكنه كتب اسمه في التاريخ ليكون أصغر أسير يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي
ولد بلا ذنب فلم يكن مخربا كما تدعي إسرائيل ولم يعرف بعد معنى الوطن والتضحية من أجله كي يولد مضحياً عن هويته ووطنه فذنبه الوحيد أنه فلسطيني الدم والهوية عشقت أمه تراب الوطن فضحت من أجله وتركت خلفها 8أبناء أكبر هم محمد البالغ من العمر 18عاما وأصغرهم يوسف الذي لف على يده الصغيرة علم فلسطيني وهو لا يعلم من هي فلسطين ليولد أسير.
فمنذ ولادته في 17/1/2008 قرر أن يعيش كما يريد، ويجد لقدميه مساحة أوسع تساعده على حماية ذاكرته من انكماش الجغرافيا وانتشار الزنازين ليس فقط على الأرض بل في الثقافة واللغة
يوسف الزق الفلسطيني المولود في ساعة معلقة في أعماق المحاق يفتش عن حالةٍ يتفق فيها الشكل مع المعنى، وعن أم قادرة على تحويل الضباب إلى الصفاء أو فراشات تسافر في الأمل.
فهموم كثيرة أصبحت تقع على كاهل الطفل الفلسطيني, لتجعله يكبر قبل أوانه, ولتسلبه طفولته وحقه بالعيش كباقي أطفال العالم, وممارسة حياته الطبيعية في اللعب والتعليم.
فالاحتلال الإسرائيلي لم يترك وسيلة إلا واستعملها لقمعهم وإرهابهم وتحويل حياتهم إلى جحيم, فكيف سيكون مستقبل طفل أطلق أولى صرخات الحرية داخل معتقل إسرائيلي؟
فها هو يوسف يقول :"أنا يوسف الزق سقطت عن السرير الذي قيدوا أمي عليه ساعة ولادتي، جئتكم أحمل معي مخاض أحد عشر ألف أسير وأسيرة يرفضون أن يعودوا إلى بيوتهم داخل توابيت يكتب عليها جملة عزاء: استشهدوا من أجل الوطن.
ولابد من الذكر بأن يوسف ليس الطفل الوحيد في سجون الاحتلال بل هناك أسيرة طفلة تبلغ من العمر سنة وسبعة أشهر وهي غادة أبو عمر ابنة الأسيرة خولة زيتاوي المحكومة مدة سنتين.
فخلف قضبان حديدية وأسوار ت***وها الأسلاك الشائكة، تتوق العشرات من الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية للحرية التي هتفت شعوب الأرض وضحت من أجلها، هناك حيث ستائر العتمة تتعدد صور العذابات للمرأة الفلسطينية التي قدمت لقضيتها كما الرجال من تضحيات جسام، تركن بيوتهن وأطفالهن لمستقبل مجهول، حتى وصل الأمر إلى أن يُولد الطفل في غياهب السجون لتهز صرخاته الأولى جنبات المعتقل، علّها تجيبه عن المكان "الموحش" الذي وُضع فيه.[/size]
عذابات قد يخيل أنها روايات
عذابات قد يُخيل للبعض أنها روايات مبالغ فيها، لكن الوقائع والشهادات التي تنقلها الأسيرات المحررات تؤكد ذلك، حيث تمارس إدارة السجون الإسرائيلية سياسة التفتيش العاري بحق الأسيرات ولا تتورع في الإقدام على الاعتداء الجسدي بالضرب المبرح ورش الغاز السام والماء البارد عليهن وحرمانهن من الملابس والأغطية الشتوية، علاوة على اقتحام غرف الأسيرات في ساعات الليل المتأخرة والاعتداء عليهن باستخدام هراوات مزودة بصواعق كهربائية، فضلاً عن استخدام سياسة العزل الإنفرادي كعقاب دائم للأسيرات بحجة مخالفة قوانين الاعتقال داخل السجن... الخ .
صوت الأم الأسيرة المخنوق وعذاباتها المتزايدة بعد الولادة تزيد من مسؤولياتنا جميعاً تجاه اللواتي ضحين بزهرة شبابهن من أجل أوطانهن.. فهل عرف الألم من خلالنا أن الاحتلال يعتقل طفلاً لم يتجاوز الأيام والشهور من عمره؟!!
عدل سابقا من قبل عاشق فلسطين في الإثنين ديسمبر 22, 2008 4:58 pm عدل 4 مرات