[center]التوبة من الربا
يعيش العالم هذه الأيام أزمة اقتصادية خانقة، وهذه الأزمة ألقت بظلالها على الحكومات، والأفراد، مما جعل الذعر يخيِّم على كثير من أجواء العالم.
ولا ريب أن ذلك من تقدير العزيز الحكيم، الذي بيده ملكوت كلِّ شي.
والعباد إذا تمادوا بالفساد والإفساد عقبوا عقوبات متنوعة، ومن تلك العقوبات محق البركة في المال.
وإن من أعظم أسباب محق بركة المال تعاطي الربا؛ فالربا من كبائر الذنوب، وهو ظلم، وغبن، وحرب لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم بالكتاب والسنة والإجماع(1).
قال-تعالى-: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279)ً] البقرة: 278-279.
وللربا آثار نفسية وخلقية مدمرة؛ ذلك أن المرابي يستعبده المال، فيسعى للوصول إليه بكل سبيل دونما مبالاة باعتداء على المحرمات، أو تجاوز للحدود.
والربا ينبت في النفس الجشعَ، والظلمَ، وقسوة القلب. بل إن الربا يحدث آثاراً خبيثة في نفس متعاطيه وتصرفاته، وأعماله، وهيئته.
ويرى بعض الأطباء أن الاضطراب الاقتصادي الذي يولد الجشع الذي لا تتوافر أسبابه الممكنة - يسبب كثيراً من الأمراض التي تصيب القلب، فيكون من مظاهرها ضغط الدم المستمر، أو الذبحة الصدرية، أو الجلطة الدموية، أو النزيف في المخ، أو الموت المفاجىء.
ولقد قرر عميد الطب الباطني في مصر الدكتور عبدالعزيز إسماعيل في كتابه (الإسلام والطب) أن الربا هو السبب في كثرة أمراض القلب(2).
ثم إنه مزيل للترابط والتآخي والتكافل بين الناس، فأضراره على الأفراد والمجتمعات كثيرة جداً(3).
وإن من أعظم آثار الربا المدمرة محقَ البركة، قال الله -تعالى-: [يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)]. البقرة 276.
عدل سابقا من قبل عاشق فلسطين في الجمعة يناير 23, 2009 1:26 am عدل 1 مرات